انت الان في قسم هندسة تقنيات البناء والانشاءات

تقنيات وفوائد البناء المستدام تاريخ الخبر: 07/04/2024 | المشاهدات: 30

مشاركة الخبر :

م.م نورا فوري
يعد قطاع البناء والإنشاءات من أكبر القطاعات المتسببة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث ينتج قطاع البناء والتشييد ما يقرب من 39% من انبعاثات الكربون و33% من النفايات. وللحد من البصمة الكربونية وتوفير الموارد الطبيعية، بدأت صناعة البناء في تبني ممارسات مستدامة مثل استخدام المواد المُعاد تدويرها والطاقة المتجددة، وتقنيات المباني الخضراء ومع ذلك، فإن استدامة البناء لا تتعلق فقط باستخدام المواد الصديقة للبيئة؛ بل ترتبط أيضًا بالحد من النفايات، وتحسين كفاءة البناء، وتعزيز القدرة التشغيلية للمباني
ما هو البناء المستدام؟
البناء المستدام – والذي يُعرف أيضًا باسم البناء الأخضر- هو اتباع ممارسات مسؤولة بيئيًا ومكتفية من ناحية استهلاك الموارد طوال دورة حياة المبنى بدءًا من التصميم والبناء، والتشغيل، إلى التجديد أو الهدم، وذلك باستخدام طاقة، ومياه، ومواد أقل من ممارسات البناء التقليدية والحد من توليد النفايات.
تُساعد ممارسات البناء المستدام في الحد من التأثير السلبي لمشاريع البناء والتشييد على البيئة بما في ذلك الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ورفع جودة المعيشة بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية على المدى الطويل.
تقنيات البناء المستدام
هناك العديد من الممارسات لتعزيز الاستدامة في قطاع البناء والتشييد والتي تُساهم بشكلٍ فعَّال في الحد من الأثر البيئي للمباني مثل:
• استخدام مواد البناء المستدامة – يُساعد استخدام مواد البناء المستدامة في تقليل التأثير البيئي لمشاريع البناء، وتوفير الطاقة، وخفض التلوث، والحفاظ على الموارد الطبيعية بالإضافة إلى المساهمة في توفير بيئة داخلية صحية عن طريق الحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة وتحسين جودة الهواء.
• استخدام أساليب المباني الخضراء – أصبحت طرق البناء الخضراء أكثر شيوعًا وغالبًا ما تستخدم هذه الأساليب المواد المستدامة وتقنيات البناء الموفرة للطاقة.
• استخدام تكنولوجيا البناء – يساعد توظيف التكنولوجيا في قطاع البناء شركات البناء على البناء بشكلٍ أكثر استدامة، وتقليل النفايات، وتحسين كفاءة البناء، وتوفير الطاقة ومن بين هذه التقنيات: الطباعة ثلاثية الأبعاد، ونمذجة معلومات البناء (BIM) وبرمجيات إدارة المشاريع البناء والتشييد.
• تنفيذ ممارسات البناء المستدامة – هناك العديد من ممارسات البناء المستدامة التي يمكن تنفيذها في مشاريع البناء مثل استخدام الأسطح الخضراء، وتركيب الألواح الشمسية، واستخدام أنظمة إدارة المياه الرمادية.
ما هي فوائد البناء المستدام؟
تُساهم استدامة البناء في تعزيز جودة المعيشة بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة ولتبني ممارسات الاستدامة في صناعة البناء والتشييد له العديد من المزايا من بينها:
• تعزيز حماية البيئة: تُساعد ممارسات البناء المستدامة في حماية البيئة عن طريق الحد من التلوث والنفايات، واستخدام الموارد بشكلٍ أكثر كفاءة.
• تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية: تُساهم ممارسات البناء المستدامة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الصناعات والمجتمعات المرتبطة بالبناء من خلال خلق فرص العمل وتوفير فرص التدريب.
• زيادة المرونة: يُساعد تطبيق ممارسات البناء المستدامة في زيادة مرونة المباني والبنية التحتية لتغير المناخ والتهديدات البيئية الأخرى.
• تحسين الصحة ورفع جودة المعيشة: أظهرت الدراسات أن ممارسات البناء المستدامة يمكن أن تؤدي إلى تحسين الصحة ويرجع ذلك إلى تحسين جودة الهواء الداخلي وزيادة الضوء الطبيعي في المباني المستدامة.
• تطوير تكنولوجيا البناء: غالبًا ما تؤدي ممارسات البناء المستدامة إلى استخدام تكنولوجيا البناء المتطورة والتي بدورها تساهم في الوصول إلى عمليات بناء أكثر كفاءة وفعالية، وتعزيز استخدام مواد بناء أقل ضررًا.
• تحسين إدارة البناء: يؤدي اعتماد ممارسات البناء المستدامة إلى تحسين إدارة البناء والإنشاءات من خلال تشجيع استخدام أساليب ومواد بناء أكثر كفاءة، ومن خلال تعزيز التواصل والعمل المشترك بين المتخصصين في البناء.
• تعزيز أداء المباني: تساهم ممارسات البناء المستدامة في تطوير مبانٍ ذات أداء أفضل تستخدم طاقة ومياه وموارد أخرى أقل وتولد تلوثًا أقل.
• خفض تكاليف دورة حياة البناء: غالبًا ما يكون للمباني التي تم تصميمها وإنشاؤها باستخدام مبادئ مستدامة تكاليف تشغيل أقل من المباني التقليدية، ويرجع ذلك إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه في المباني المستدامة.
التحديات أمام تنفيذ تقنيات البناء المستدامة
على الرغم من الفوائد العديدة لممارسات المباني الخضراء في كافة النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية إلا أن صناعة البناء تواجه بعض التحديات في التحرك نحو ممارسات البناء المستدامة.
غالبًا ما تكون التكلفة هي العائق الأكبر، حيث يُمكن أن تكون ممارسات البناء المستدامة في بعض الأحيان أكثر تكلفة من طرق البناء التقليدية، إلا أنها تساهم في توفير المال على المدى الطويل عن طريق تقليل كمية الطاقة والمياه اللازمة لتشغيل المبنى وصيانته. ويعتبر نقص الوعي أحد التحديات أمام تطبيق ممارسات المباني الخضراء لأن العديد من الناس ليس لديهم المعرفة الكافية بتقنيات البناء المستدام وفوائدها.
لا تزال هناك العديد من الحواجز التي تحول دون اعتماد ممارسات البناء المستدامة على نطاق واسع بما في ذلك متطلبات أكواد البناء وندرة الخبرات في المجال، وتعتبر الحاجة إلى أكواد بناء تساهم في تعزيز استدامة البناء أحد التحديات لأنها غالبًا ما تكون قديمة ولا تعكس أحدث التطورات في ممارسات البناء المستدامة، وتعد قلة الخبرة أيضًا عائقًا رئيسيًا لأن العديد من شركات البناء ليست على دراية بالممارسات المستدامة في قطاع البناء والتشييد، مما يجعل العثور على مقاولين على استعداد لتجربة أساليب جديدة ودمجها في مشاريعهم أمرًا صعبًا.
على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه التحول للبناء الأخضر الصديق للبيئة، إلا أنه هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى تبني ممارسات البناء المستدامة والتي تُساعد بشكلٍ كبير في خفض التكاليف على مدى دورة حياة مشروع البناء، فضلاً عن تقليل التأثير البيئي والحد من البصمة الكربونية لعملية البناء بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي تنعكس على المجتمع بأكمله.