انت الان في قسم الآثار

خصائص الفكر الديني عند السومريين تاريخ الخبر: 14/03/2025 | المشاهدات: 799

مشاركة الخبر :

خصائص الفكر الديني عند السومريين
"الدكتورة مريم عمران موسى ".
تاتي هذه المقالة ضمن الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد ).

يعد الفكر الديني موضوعا في غاية الأهمية فالوثائق المسمارية تشير الى ان كان يلعب دورا مهما في حياة الانسان ولذلك فان اغلب النصوص على اختلاف طبيعتها لا تخلو في أي جانب من جوانبها من التأثير الديني ذلك لان أي عمل كان يقوم الانسان كان للدين فيه تأثير كبير.
لقد احتلت المعتقدات الدينية منزلة متميزة في بحوث أغلب المفكرين وقد اشارت النصوص المسمارية التي اكتشفت وترجمت الى ان السومريين قد أطالوا التأمل في الطبيعة وفكروا في أصل الكون وكيفية نشوئه الا انهم لم يكتبوا معارفهم الدينية على هيئة قواعد وشرائع وانما وردت في اعمالهم الادبية التي خلفوها كالأساطير والملاحم التي تشكل الجزء الاكبر من النصوص الادبية فهناك مجموعة منها تتناول موضوعات اساسية في الفكر الديني مثل خلق الكون وتنظيمه وخلق الانسان بينما يتطرق البعض الاخر الى موضوع الموت ووصف العالم الاسفل وحالة الموتى وهذا يشير الى ان الدين قد قام بدور مهم في المجتمع العراقي وبرز في كل وجه من اوجه الحياة العامة للمجتمع فكل الوثائق القديمة كانت ذات طابع ديني سواء أكانت قضائية أم فلكية أم طبية وعلى الرغم من تعدد مصادر معرفتنا بالدين العراقي القديم ( أثار, أساطير , أدعية , تراتيل ) فأن ما موجود يمثل العقيدة الدينية.

أمتاز الفكر الديني بخصائص معينة يأتي في مقدمتها التعددية ويعني تعدد الالهة وكثرتها حيث يعتقد الانسان أن هناك عدد كبير من الالهة , لذا قسم الكون الى اجزاء يحكم كل جزء منها اله او مجموعة من الالهة كما خصص لشؤون الحياة المختلفة الهة لان القوى الخارقة التي تسبب الحوادث وتوجهها كثيرة ومن الخصائص الاخرى الحيوية أي الاعتقاد بوجود قوى وارواح كامنة في المظاهر الطبيعة المختلفة وتجسيدها على هيئة الهة ويسمى هذا المبدأ بالارواحية ومعناه وجود روح او حياة في الظواهر المحيطة بالانسان فكل ظاهرة مهما كانت صغيرة ام كبيرة لابد أن تحركها قوى حية وتجعلها فاعلة لذا نجد الانسان القديم كان يتعامل مع قوى الطبيعة على أنها الهة لان ارتباطه بها ترتب عليه اعتبار كل مظهر من مظاهر الطبيعة شمس ، قمر ، نجوم ، انهار، رياح ، وغيرها كائنات حية كالانسان والحيوان والنبات أي ان الكون لا يبدو جمادا بل مليئا بالحياة ، فالديانة السومرية ديانة حيوية لذا احد العناصر الاساسية التي قامت عليها المعتقدات الدينية .

أما التشبيه فكان السمة المميزة للديانة السومرية فقد أعتقد العراقيون بحياة الالهة المماثلة لحياة البشر فقد صورت بانها تعيش كما يعيش البشر في مجتمع تحكمه قوانين وضوابط معينة ولذلك فان التشبيه يعد من المبادئ الاساسية التي أتصف بها الدين وتظهر بشكل واضح في الاساطير حيث يشخص الالهة مثلما يشخص البشر فهي تأكل وتشرب وتلبس وتفرح وتتخاصم ولها دولة في السماء على غرار دولة المدينة وعلى الرغم من أن الالهة تحمل صفات البشر الا انه حاول ان يصور الهته التي تمثل العالم المقدس في نظره في صورة أسمى جاعلا أياه في درجة من التفضيل كونها تمتاز بصفات خارقة ابرزها الخلود كما تمتاز بالتسامي والتفوق والسيطرة عليها وذلك بقابلياتها وعقولها التي تفوق ما لدى البشر بكثير . ومن صفاته الاخرى الاستمرارية حيث لم يطرأ أي تغيير على اسس الدين واصوله خلال العصور التاريخية التي مر العراق القديم وبقيت المعتقدات الدينية محافظة خلال تلك العصور .

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق